تعتبر دومينوز بيتزا Domino’s Pizza ثاني أكبر سلسلة مطاعم البيتزا في الولايات المتحدة الأمريكية، لها أكثر من تسعة آلاف فرع على امتداد 60 دولة، تشغل أكثر من 150 ألف شخص وتحقق إيرادات سنوية تزيد عن 1.5 مليار دولار.
بدأت قصة دومينوز بيتزا صيف 1960، حين عرض جيمس موناهان على أخيه توم مشاركته لشراء محل بيتزا صغير معروض للبيع، اسمه دومينيكز DomiNick’sويقع قريبا من جامعة ميتشيجان الشرقية.
لم يكن لدى الأخوين أي خبرة في مجال إدارة المطاعم ولا حتى في إعداد البيتزا، لذلك كانت السنة الأولى من عمر المطعم مرهقة جدا، خاصة وأن جيمس قرر الانسحاب من المشروع بعد ثمانية أشهر، وحصل مقابل حصته في المطعم على السيارة التي كانا يستخدمانها في توصيل الطلبات.
حين بدأت أحوال المطعم تتحسن لاحقا، قرر توم موناهان البدء في فتح فروع أخرى للمطعم، لكنه واجه آنذاك مشكلة مع المالك السابق للمطعم (دومينيك) الذي لم يسمح له باستخدام اسمه في مطاعم أخرى، فبدأت آنذاك رحلة البحث عن اسم جديد، إلى أن اقترح أحد رجال التوصيل الاسم الحالي “دومينوز بيتزا”.
عمل توم باجتهاد حتى يحقق لمطعمه النجاح، فكان شديد الاهتمام بكل التفاصيل، صغيرها وكبيرها. بقي قريبا من الزبون العادي ليعرف رأيه ومتطلباته، وظف متذوقين مكفوفي البصر للحكم الحيادي على جودة البيتزا، واكتسب حب واحترام فريق عمله، فاستطاع التحسين تباعا من جودة البيتزا، وفي نفس الوقت التخفيض من التكاليف.
انطلق المطعم الثاني سنة 1967 ثم الثالث سنة 1969. لكن طموح توم بالتوسع السريع، واكتشافه لأسلوب الفرانشايز وما يحققه من عوائد جزيلة، دفعه للاقتراض لفتح فروع جديدة، فوصلت عدد أفرع دومينوز بيتزا بسرعة إلى 44 فرعا، إلا أن هذا التوسع لم يتم بشكل سليم، فعدد الموظفين كان كبيرا ومردوديتهم متواضعة، والمحلات الجديدة تواجدت في مناطق سكنية مزدحمة فعانت دائما من الزحام وهو ما أثر على سرعة التسليم. فكانت النتيجة سلسلة متواصلة من الخسائر أدت إلى امتلاك البنوك المقرضة 51% من ملكية المطاعم.
وظفت البنوك، في إطار خطة إعادة الهيكلة، مديرا جديدا لإدارة الشركة. لكن ما فعله هذا المدير كان أسوء بكثير، فزاد سوء الإدارة وبدأت الشركة تتلقى دعاوي قضائية من الموردين والمتعهدين. فما كان من البنوك التي فقدت أملها في إصلاح الوضع سوى إعادة تسليم الإدارة للمؤسس توم موناهان، الذي عاد سعيدا لشركته، وبدأ يستجدي الموردين للاستمرار في تزويد المطاعم ويستعطف المتعهدين والمدينين لإلغاء شكاويهم القضائية. وافق البعض ورفض آخرون، وبعد سنتين من الصراع اليومي والعمل الشاق، استطاع توم أن يسدد كل الديون، وبدأت سلسلة مطاعم دومينوز بيتزا في التعافي واسترداد زبنائها.
بدأت الشركة تطبق نظام التوصيل خلال 30 دقيقة وإلا فإن البيتزا مجانية، ومع تطوير برامج تحفيزية للموظفين وتحسين نظام الفرانشايز، بدأ التوسع السريع لدومينوز بيتزا، فقفزت عدد الفروع من 200 سنة 1978 إلى أزيد من 1100 سنة 1983.
سنة 1989 قرر توم التنحي عن إدارة الشركة، استعدادا لبيعها لاحقا، لكن في تلك الفترة دخلت سلسلة مطاعم بيتزا هتالمنافسة بشدة، واستطاعت التفوق على دومينوز بيتزا في زمن التسليم، فبدأت الأوضاع تتدهور مجددا في دومينوز بيتزا، فكان على توم العودة سنة 1991 لإدارة الشركة، لينقذها من كبوتها، واستمر في ذلك إلى غاية سنة 1998 حيث باع 93% من أسهمه لشركة استثمارية، ثم بعد ست سنوات طرحت أسهم الشركة في البورصة وأدرجت في سوق نيويورك للأوراق المالية.